فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



القدس:
الوثيقة رقم (5)
من السادات إلى كارتر
17 أيلول (سبتمبر) 1978
عزيزى السيد الرئيس:
أكتب اليكم لأعيد تأكيد موقف جمهورية مصر العربية في ما يتعلق بالقدس:
1. إن القدس العربية هي جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية، ويجب إعادة الحقوق العربية التاريخية والشرعية إلي المدينة واحترامها.
2. إن القدس يجب ان تكون تحت السيادة العربية.
3. إن لسكان القدس العربية الفلسطينيين الحق في ممارسة حقوقهم الوطنية المشروعة بصفة كونهم جزءًا من الشعب الفلسطينى في الضفة الغربية.
4. يجب تطبيق قرارات مجلس الأمن الوثيقة الصلة، ولاسيما القرارين 242، 267، في ما يتعلق بالقدس، وان كل التدابير التي اتخذتها إسرائيل لتبديل وضع المدينة هي لاغية وكأنها لم تكن، ويجب أن تزال.
5. يجب أن يكون لجميع الشعوب حرية الوصول إلي المدينة، والتمتع بحرية ممارسة شعائرهم، والحق في الزيارة وفى المجىء إلي الأماكن المقدسة من دون أى تفرقة أو تمييز.
6. أن الأماكن المقدسة لكل ديانة يمكن ان توضع تحت إدارة ممثليها وسلطتهم.
7. أن الوظائف الأساسية في المدينة يجب الا تقسم ويمكن مجلس بلدى مشترك مؤلف من عدد متساوٍ من الأعضاء العرب والإسرائيليين ان يشرف على تنفيذ هذه المهمات، وبهذه الطريقة فإن المدينة لن تكون مقسمة.
بإخلاص
التوقيع: محمد أنور السادات
الوثيقة رقم (6)
من بيغن إلى كارتر.
17 أيلول (سبتمبر) 1978
سيدى الرئيس:
لى الشرف ان ابلغكم سيدى الرئيس انه في (28) حزيران (يونيو) 1967 أعلن البرلمان الاسرائيلى «الكنيست» موافقته على قانون ينص على الآتى:
أن الحكومة مخولة بمرسوم أن تطبق القانون والتشريع والترتيبات الإدارية للدولة على أى جزء من «اريتز إسرائيل» أرض إسرائيل- فلسطين- كما ورد في المرسوم.
وعلى أساس هذا القانون، أصدرت الحكومة الاسرائيلية مرسومات في تموز في تموز (يوليو) 1967، ينص على ان القدس هي مدينة واحدة غير قابلة للتقسيم، وهى عاصمة دولة إسرائيل.
بإخلاص
التوقيع: مناحيم بيغن
الوثيقة رقم (7)
من كارتر إلي السادات
22 أيلول (سبتمبر) 1978
عزيزى السيد الرئيس:
لقد تلقيت رسالتكم المؤرخة (17 أيلول) (سبتمبر) 1978، والتى تعرضون فيها الموقف المصرى من القدس، وأنا سأنقل نسخة من الرسالة إلي رئيس الوزراء بيغن، للإطلاع.
إن موقف الولايات المتحدة من القدس يبقى كما اعلنه السفير غولدبرغ امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 تموز 1967، وما تبعه من تصريح للسفير يوست أمام مجلس الأمن الدولى في تاريخ (1 تموز) يوليو 1969.
بإخلاص
التوقيع: جيمى كارتر
تم الكتاب بحمدِ اللهِ تعالى ومنهِ وكرمهِ وتوفيقهِ، واللهَ نسأل أن يجعله في ميزان حسنات الشيخ، وأن يتغمده برحمته.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)}.
مجاهرة الرد تعجّل العقوبة؛ فإن من مَاكَر الحقيقة أبدت الحقيقة له من مكامن التقدير ما يُلْجِئُه إلى التطوُّح في أوطان الذُّلِّ.
ويقال حيَّرهم في مفاوزهم حتى عموا عن القَصد؛ فصاروا يبيتون حيث يصبحون، بعد طول التعب وإدامة السير، وكذلك من حيَّره اللهُ في مفاوز القلب يتقلب ليلًا ونهارًا في مطارح الظنون ثم لا يحصل إلا على مناهل الحيرة، فيحطون بحيث يرحلون عنها، فلا وجهَ للرأي الصائب يلوح لهم، ولا خلاص من بعده للتجويز يساعدهم، والذي التجأ إلى شهود الصمدية استراح عن نقلة فكره، ووقع في روح الاستبصار بعد أتعاب التوهم. اهـ.

.قال الفخر:

يحتمل أن موسى عليه السلام لما قال في دعائه على القوم {فافرق بَيْنَنَا وَبَيْنَ القوم الفاسقين} [المائدة: 25] لم يقصد بدعائه هذا الجنس من العذاب، بل أخف منه.
فلما أخبره الله تعالى بالتيه علم أنه يحزن بسبب ذلك فعزاه وهون أمرهم عليه، فقال: {فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين} قال مقاتل: إن موسى لما دعا عليهم أخبره الله تعالى بأحوال التيه، ثم إن موسى عليه السلام أخبر قومه بذلك، فقالوا له: لم دعوت علينا وندم موسى على ما عمل، فأوحى الله تعالى إليه {لا تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين} وجائز أن يكون ذلك خطابًا لمحمد صلى الله عليه وسلم، أي لا تحزن على قوم لم يزل شأنهم المعاصي ومخالفة الرسل والله أعلم. اهـ.
قوله: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} الأكثرون على أنه تحريم منع لا تحريم تعبد، وقيل: يجوز أيضًا أن يكون تحريم تعبد، فأمرهم بأن يمكثوا في تلك المفازة في الشدة والبلية عقابًا لهم على سوء صنيعهم. اهـ.

.من فوائد الخازن في الآية:

قال عليه الرحمة:
{قال} الله عز وجل: {فإنها محرمة عليهم} يعني فإن الأرض المقدسة محرمة عليهم ومعناه أن تلك البلدة محرمة عليهم أبدًا ولم يرد تحريم تعبد وإنما أراد تحريم منع فأوحى الله تعالى إلى موسى «بي حلفت لأحرمن عليهم دخول الأرض المقدسة غير عبدي يوشع وكالب ولأتيهنهم في هذه البرية أربعين سنة مكان كل يوم من الأيام التي كانوا يتجسسون فيها سنة ولألقين جيفهم في هذه القفار وأما أبناؤهم الذين لم يعملوا الشر فيدخلوها» فذلك قوله تعالى: {فإنها} يعني الأرض المقدسة {محرمة عليهم}.
قال أكثر أهل العلم: هذا تحريم منع لا تحريم تعبُّد.
وقيل: يحتمل أن يكون تحريم تعبد فيجوز أن يكون الله تعالى أمرهم بأن يمكثوا في تلك المفازة في الشدة والبلية عقابًا لهم على سوء صنيعهم {أربعين سنة} فمن قال إن الكلام ثم عند قوله فإنها محرمة عليهم قال أربعين سنة يتيهون في الأرض فأما الحرمة فإنها مؤبدة حتى يموتوا ويدخلها أبناؤهم.
وقيل: معناه أن الأرض المقدسة محرمة عليهم أربعين سنة ثم يدخلونها وتفتح لم.
وقوله تعالى: {يتيهون في الأرض} يعني يتحيرون فيها.
يقال: تاه يتيه إذا تحير.
واختلفوا في مقدار الأرض التي تاهوا فيها، فقيل: مقدار ستة فراسخ.
وقيل: ستة فراسخ في اثني عشر فرسخًا.
وقيل: تسع فراسخ في ثلاثين فرسخًا.
وكان القوم ستمائة ألف مقاتل وكانوا يرحلون ويسيرون يومهم أجمع فإذا أمسوا إذا هم في الموضع الذي رحلوا منه وكان ذلك التيه عقوبة لنبي إسرائيل ما خلا موسى وهارون ويوشع وكالب فإن الله تعالى سهله عليهم وأعانهم عليه كما سهل على إبراهيم النار وجعلها بردًا وسلامًا.
فإن قلت: كيف يعقل بقاء هذا الجمع العظيم في هذا المقدار الصغير من الأرض أربعين سنة بحيث لم يخرج منه أحد؟.
قلت: هذا من باب خوارق العادات.
وخوارق العادات في أزمان الأنبياء غير مستبعدة، فإن الله على كل شيء قدير.
وقيل: إن فسرنا ذلك التحريم بتحريم التعبد زال هذا الإشكال لاحتمال أن الله ما حرم عليهم الخورج من تلك الأرض بل أمر بالمكث أربعين سنة في المشقة والمحنة جزاء لهم على سوء صنيعهم ومخالفتهم أمر الله ولما حصل بنو إسرائيل في التيه شكوا إلى موسى عليه السلام حالهم فأنزل الله عليهم المن والسلوى وأُعطوا من الكسوة ما هي قائمة لهم فينشأ الناشيء منهم فتكون معه على مقداره وهيئته وسأل موسى ربه أن يسقيهم فأتى بحجر أبيض من جبل الطور فكان إذا نزل ضربه بعصاه فيخرج منه اثنتا عشرة عينًا لكل سبط منهم عين وأرسل الله عليهم الغمام يظلُّهم في التيه ومات في التيه كل من دخله ممن جاوز عشرين سنة غير يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ولم يدخل أريحاء ممن قال: إنا لن ندخلها أبدًا واختلفوا في أن موسى عليه السلام مات في التيه أم خرج منه فقيل: إن موسى وهارون ماتا في التيه جميعًا.

.قصة وفاة موسى وهارون عليهما السلام:

فأما هارون فإنه كان أكبر من موسى بسنة.
قال السدي: أوحى الله عز وجل إلى موسى إني متوفى هارون فأت به جبل كذا وكذا فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل فإذا بشجرة لم ير مثلها وإذا ببيت مبني وفيه سرير عليه فراش وفيه رائحة طيبة فلما رأى هارون ذلك البيت أعجبه، وقال: يا موسى إني أحب أن أنام على هذا السرير.
قال: نم.
قال: إني أخاف أن يأتي رب هذا البيت فيغضب عليّ.
قال: لا تخف إني أكفيك ربَّ هذا البيت فنم.
قال: يا موسى فنم أنت معي فإن جاء رب هذا البيت غضب عليّ وعليك جميعًا.
فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد مسه قال: يا موسى خدعتني فلما قبض هارون رفع البيت والسرير إلى السماء وهارون عليه وذهبت الشجرة فرجع موسى إلى بني إسرائيل وليس هارون معه فقال بنو إسرائيل حسد موسى هارون فقتله لحبنا إياه.
قال موسى: ويحكم إن هارون كان أخي أفتروني أقتله؟ فلما أكثروا عليه قام موسى فصلى ركعتين ثم دعا الله عز وجل فنزل السرير وعليه هارون فنظروا إليه وهو بين السماء والأرض فصدقوه ثم رفع.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: صعد موسى عليه السلام وهارون إلى الجبل فمات هارون وبقي موسى فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته وآذوه فأمر الله الملائكة فحملوه حتى مروا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته فصدقت بنو إسرائيل أنه مات وبرأ الله موسى مما قالوه ثم إن الملائكة حملوه ودفنوه ولم يطلع على موضع قبره أحد إلا الرخم فجعله الله أصم أبكم.
وأما وفاة موسى عليه السلام فقال ابن إسحاق كان صفي الله موسى عليه السلام قد كره الموت وأعظمه فأراد الله أن يحبب إليه الموت فنبأ يوشع بن نون فكان موسى يغدو ويروح إليه ويقول له يا نبي الله ما أحدث الله إليك فيقول له يوشع يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدت الله إليك حتى كنت أنت تبتدىء به وتذكره لي ولا يذكر له شيئًا فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت (ق).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده من شعره سنة.